کد مطلب:109847 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:155

خطبه 129-درباره پیمانه ها











ومن خطبة له علیه السلام

فی ذكر المكاییل والموازین

عِبَادَ اللهِ، إِنَّكُمْ ـ وَمَا تَأْمُلُونَ مِنْ هذِهِ الدُّنْیَا ـ أَثْوِیَاءُ مُؤَجَّلُونَ، وَمَدِینُونَ مُقْتَضَوْنَ: أَجَلٌ مَنْقُوصٌ، وَعَمَلٌ مَحْفُوظٌ، فَرُبَّ دَائِبٍ مُضَیَّعٌ، وَرُبَّ كَادِحٍ خَاسِرٌ. وَ قَدْ أَصْبَحْتُمْ فِی زَمَنٍ لاَ یَزْدَادُ الْخَیْرُ فِیهِ إِلاَّ إِدْبَاراً، وَالشَّرُّ فِیهِ إِلاَّ إِقْبَالاً، وَلَا الشَّیْطَانُ فِی هَلاَكِ النَّاسِ إِلاَّ طَمَعاً، فَهذا أَوَانٌ قَوِیَتْ عُدَّتُهُ، وَعَمَّتْ مَكِیدَتُهُ، وَأَمْكَنَتْ فَرِیسَتُهُ. اضْرِبْ بِطَرْفِكَ حَیْثُ شِئْتَ مِنَ النَّاسِ، فَهَلْ تُبْصِرُ إِلاَّ فَقِیراً یُكَابِدُ فَقْراً، أَوْ غَنِیّاً بَدَّلَ نِعْمَةَ اللهِ كُفْراً، أَوْ بَخِیلاً اتَّخَذَ الْبُخْلَ بِحَقِّ اللهِ وَفْراً، أَوْ مُتَمَرِّداً كَأَنَّ بِأُذُنِهِ عَنْ سَمْعِ الْموَاعِظِ وَقْراً! أَیْنَ خِیارُكُمْ وَصُلَحَاؤُكُمْ! وَأَیْنَ أَحْرَارُكُمْ وَسُمَحَاؤُكُمْ! وَأَیْنَ الْمُتَوَرِّعُونَ فی مَكَاسِبِهِمْ، والْمُتَنَزِّهُونَ فِی مَذَاهِبِهمْ! أَلَیْسَ قَدْ ظَعَنُوا جَمِیعاً عَنْ هذِهِ الدُّنْیَا الدَّنِیَّةِ، وَالْعَاجِلَةِ المُنَغِّصَةِ، وَهَلْ خُلِّفْتُمْ إِلاَّ فِی حُثَالَةٍ لاَ تَلْتَقِی أِلَّا بِذَمِّهِمْ الشَّفَتَانِ، اسْتِصْغَاراً لِقَدْرِهِمْ، وَذَهَاباً عَنْ ذِكْرِهِمْ؟! فَـ (إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ)، (ظَهَرَ الْفَسَادُ) فَلاَ مُنْكِرٌ مُغَیِّرٌ، وَلاَ زَاجرٌ مُزْدَجِرٌ. أَفَبِهذَا تُرِیدُونَ أَنْ تُجَاوِرُوا اللهَ فِی دَارِ قُدْسِهِ، وَتَكُونُوا أَعَزَّ أَوْلِیَائِهِ عِنْدَهُ؟ هَیْهَاتَ! لاَ یُخْدَعُ اللهُ عَنْ جَنَّتِهِ، وَلاَ تُنَالُ مَرْضَاتُهُ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ. لَعَنَ اللهُ الْأَمِرِینَ بِالْمَعْرُوفِ التَّارِكِینَ لَهُ، وَالنَّاهِینَ عَنِ المُنكَرِ الْعَامِلِینَ بِهِ!